بقلم صالح صلاح شبانة
استمعت وشاهدت على محطة LBC اللبنانية لبرنامج ساخر يسخر من السياسيين اللبنانيين بقالب ساخر مقذع ، يخلط الجرعة الساخرة المرة بقالب كوميدي خفيف قابل للهضم السهل ، حتى لا يكون مثل دستور البيك في مسرحية غربة ، عندما اكله الحمار ، ما دامت الحمير مادة حديثنا لهذا اللقاء !!!!
كان الحديث أو الاسكتش عن الحدث القبرصي و لقاء القبارصة الأتراك واليونانيين الذين يشكلون مواطني الجزيرة والذين لم يلتقوا منذ الانفصال وحدوث دولتان احداهما الام وهي اليونانية المعترف بها من كل دول العالم ، والأخرى التركية وهي التي انفصلت برعاية تركية ، ولا تعترف أي دولة بها إلاّ تركيا ، ولا زالت قائمة ، ولم تتدخل أي دولة من دعاة الحرية لتحريرها وتحرير شعبها !!!!!!
وسبب هذا اللقاء هو لإنقاذ الحمار القبرصي من الأبادة .
والحمار القبرصي هو حمار فوق الحمار البلدي ، ودون البغل ، قوي البنية ، شديد الصبر على مشاق العمل ، على خلاف الحمار البلدي الخدر والغشيش الذي لا يعمل لإلا والعصا تلهب جنبيه ، او وصاحبه ينخسه بالمنخاز ، او بالمخرز ، ورايت ظالما ذات مرة ينخسه بالشبرية ، ولحسن حظه لم تدر بارجيت باردو بتلك الجريمة ، وارجو أن لا أكون الفساد الذي وشى به واصنف في خانة أبي رغال وأبن العلقمي !!!
ارجو المعذرة لخروجي على قواعد المقالة ، واعود الى القبارصة اللذين قرروا انهاء العداء لأنقاذ الحمار الوطني من خطر الأبادة ، سيما لا يوجد من نسله الكريم إلا 800 حمار ، وهو مهدد بالأنقراض ، ومحمي ، ولكن هناك من يقومون باغتيال هذه الحمير واقتناصها لتدمير التراث القبرصي ، وامام هذه المواقف نسي القبارصة انهم من منابت وأصول يونانية وتركية ، وانهم قبارصة فقط وهدفهم حماية الحمار القبرصي !!
طبعا انا لا اسخر ولا اهزأ ، بل معجب بهذا المخلوق الذي وحد دولة منقسمة لم توحدها القوة العسكرية ولا الساسة ولا الشعب ولا امحافل الدولية ولكن وحدهم الحمار !!!!
وضمن الأسكتش يقتر احد الممثلين احضار حمار قبرصي ليوحدهم ، فيرد عليه الآخر قائلا ( واذا الحمير اللي عنا ماقبلوا ، شونعمل بالحمار ؟؟!!! ( أنتهى للأسف الأقتباس ) !!
هنا تزدحم الأسئلة الكثيرة والكبيرة أمامنا ، وعلى مقياس الحمار القبرصي العامل المشترك الوحيد بين القبارصة ، نسال كعرب وكفلسطنيين :
اليس عندنا ما هو اكبر من الحمار ما يجمعنا ؟؟ ألا يجمعنا المسجد الأقصى وقداسة القضية الفلسطينية ، والتراب المجبول بدماء الملايين من العرب والمسلمين الذين دافعوا عن ترابها ، حتى تنتهي بكيانيين مسخين احداهما كيان عباس في رام الله ، والآخر كيان هنية في غزة ؟؟؟
هل يوحدهما حمار قبرصي ما دام نظرهما قصير ولم يوحدهما مسرى سيدنا رسول الله ، ولم يوحدهما الدم ولا العرض ولا التاريخ ولا عدالة وقدسية القضية ؟؟
هل من المعقول ان افهم واستوعب القضية وانا الماطن العادي الأمي الجاهل ( سلامة قدري ) اكُثر من محمود عباس واسماعيل هنية اللذين يحتربان على كيان اشبه بالزنزانة بين جدارين حاجزين أوشكوا على الأنتهاء من احدهما ، ويوشكان على البدء بالثاني ؟؟؟إذا كنت انا كذلك ، فإني اهدي كيان رام الله حمارا قبرصيا ولكيان غزة اخر ، وفوق كل منهما كر لأثنينيهما يركبه وقت المبارزة ،
والله ولي التوفيق !!!!!!!!
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة