خيريه رضوان يحيى
كلما انتهت فعالية ومنفعة إنسان على هذه الخليقة يقوم بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية
خيريه رضوان يحيى
كلما انتهت فعالية ومنفعة إنسان على هذه الخليقة يقوم بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية طامحا أن يضع شيء جديد ومهم في أجندة حياته الشخصية راغبا أن يؤرخ لنفسه أو يسجل غول رياضي في ملعبه ولصالحة، وعادة ما تكون الساحة المفضلة هي المرمى الفلسطيني أو الأرض الفلسطينية كونها الأرض الوحيدة على وجه الأرض التي تحتل تحت اسم الاحتلال منذ ما يقارب الستين عام، هذه الأرض التي احتلت والعالم يسير إلى الأمام ويتبنى مصطلحات الديمقراطية وأسس تطبيقاها في الدول المروجة لهذه المصطلحات وكذا في الدول الضعيفة، انه التناقض الواضح والجلي في العالم هي معادلة البقاء للرياء وللقوة ومن ثم للأقوى.
فواهم ومخدوع كل من يعتقد أن هناك من يعمل لصالح القضية الفلسطينية من دول الغرب وأمريكا، واهم من يرى أن الخلاص ورأب الصدع سيكون على أيدي خارجية، فقد اعتدنا امة العرب أن نرحب بالضيف وفق عاداتنا وتقاليدنا لكن الجديد أننا بتنا امة مخدوعة ونعمل على تجميل طيبتنا بالخروج إلى الإعلام والإفصاح عما نضمر أو لا نضمر متمنين أن يكون القادم حامل للفانوس السحري والمغادر تارك للأثر الايجابي والمحضر للزيارة عله ينوي الخير، كيف وصلنا هذه المرحلة ونحن امة الحكمة أمة الكتاب أمة التعقل و الأخذ بالأسباب؟.
الأمس كارتر الباث والساعي للوحدة الفلسطينية الداخلية، فكيف لهذا الرجل أن يصلح المكسور وهو من خارج البيت، كيف له أن يفعل الخير والويل القادم للشرق آت من أمريكا، كيف لأمريكي أن يدعو بالديمقراطية على أرضنا وأمريكا تنتزع الإنسانية والكرامة من العرب؟، وهذا اليوم ستقوم السيدة رايس بزيارة الشرق الأوسط فهل ستحمل في جعبتها الحل السحري؟، هل سنحصل كفلسطينيين على وطن؟ لا بل هل سنعامل من قبل أمريكا وفق عدالة قضيتنا؟ الأكيد المثبت أن الأمر لا يحمل هذا والزيارات لا تعنى بهذا فما هي إلا مضيعة للوقت الثمين في نظر الحكماء والرخيص عند الأغبياء، ولن تحضر هذه السيدة معها إلا الوعود والعهود لنا والدعم لإسرائيل.
هكذا نحن والى هنا وصلنا باتت القضية تباع وتشترى من قبل العالم فأن قبِلنا فقد قبلنا أن نضعها في ثلاجة الموتى لأن تأتي رحمة الدفن، فالأشقاء في شقاق وغزة أبعدت عن الضفة الغربية وقسم العرب عربين والقوم قومين وكل يناقش كما لو انه يحكم جزيرة في دولة بعيدة، ابتعدنا عن التعقل وأمريكا على أمرنا في تعجل، فقد أنجزنا وبكل أسف ما لم تستطيع جميع الدول الداعمة لإسرائيل أن تنجزه خلال عشرات السنوات لنأتي ونسطر الخيبة بأيدينا، فننقسم على أرضنا ونختلف خارجها، ويقتل بعضنا بعضا وهمنا منصب، أين الوحدة الوطنية أين التوحد أين الدولة أين الحلم والأحلام أين الطموح أين الأرض أين الأرض أين الأرض؟؟؟ ضاعت ورب الكعبة ففي فترة هذا الاقتتال التهمت إسرائيل من أرضنا الآلاف الدونمات وبنت مئات الوحدات السكنية وعن الحواجز لا بل عن المعابر حدث ولا حرج واكتمل الجدار والصمت هو سيد الموقف وهنا يا أسف على هذه القضية؟.
هل نرى في كارتر رجل المهمات الصعبة؟؟ وهل لرايس من المواقف ما يحتسب لأمريكا؟ كيف هذا وارض أريحا وبحرها الميت بات لليهود والأغوار ليست بأحسن حال وخسرت قرى جنين ونابلس وقلقيلية وطولكرم وسلفيت ورام الله والخليل وبيت لحم المساحات الشاسعة أما القدس فناظرها باكيها؟ ونحن في غفلة من أمرنا أو نولي اهتمامنا إلى الضيف القادم والضيف الراحل والمعاهدة البائسة والقرار المفرز والمجمد.
فيا أيها الفرقاء الأشقاء القضية أمانة في أعناقكم؟ وأرواح الشهداء كذلك وآهات الجرحى ستقلق منامكم يوما وسيتحدث الحجر كما البشر أن هذه الفترة فترة بؤس حقيقي حلت وتحل على الفلسطينيين فإلى الصحوة إلى العلاج الداخلي الفلسطيني الفلسطيني فما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك، الزمن يسير قدما ونحن نعود خلفا وأبدا لن تمطر الدنيا علينا حلول سحرية ولن تحدث المعجزة بقيام دولة مستقلة دون وحدة أبناء هذه الدولة، فلا احد يبكينا نحن نبكي اليوم دمعا وغدا دما، ولمن يرى الخلاص قادم على أيدي الغرباء ليتخذ العبرة من الحمامة’ يوما من الأيام اصطاد صياد حمامتين في يوم مثلج، بدأ يفك الفخ عن أرجلهن وإذا بعينيه تدمعان من البرد فقالت الحمامة لرفيقتها انظري انه يبكينا فردت عليها الأخرى لا تنظري إلى دمعة عيني الصياد بل إلى ما تفعل يداه’ هذه أمريكا ونحن الآن في الفخ الذي رسم للقضية فإما أن نرى الصواب وإما أن نبقى في جهلنا ننظر لزوارنا وما يحملون بجعبتهم، هذه كلمات لأبناء الشعب الواحد المقتتلين أو المختلفين أو من يرون أن غزة دولة والضفة دولة أخرى أو من يعتبرون أن الخطر زال أو سيزول بمجرد رفع راية احد الفريقين، فاستيقظوا لا احد منكم يستطيع أن يعمل بعيدا عن الآخر والجميع مستهدف، فعلى ماذا تختلفون والأراضي الفلسطينية باتت تعج بالأعلام الزرقاء؟ على ماذا تبكون والشباب يقتلون تارة بالاقتتال وتارة بأيدي الاحتلال؟ على ماذا تعولون فلو تنظرون حولكم سترون الحقيقة المرة فاليقظة مرة أخرى هي المطلب الأهم لتكلل قدسية هذه القضية بالوحدة والصحوة.
خيريه رضوان يحيى
مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي
جنين- فلسطين