لاشك أن العنوان مستفز للصحافة والصحفيين, لكنه حقيقة مرة توصلنا إليها من خلال صحافتنا وصُحفيينا, الذين لا يحسنون إلا المقالب والكذب المتعمد, وأصبح الإنسان عندما يتحدث مع صحفيي, فكأنه يتحدث مع شرطي محقق حتى ولو كان حديثا عاما, يتحاشى الحديث معه ,لأنه يعلم مكره وخبثه من استغلال المعلومات وتوظيفها فيما بعد ,ووصل المواطن إلى درجات من اليأس والقنوط والإحباط لم يصل إليها إلا من خلال هذه الأشباح البشرية ممّن يسمون أنفسهم زورا صحفيون وهم أبعد الناس عن الصحافة الحقة ,سواء من الناحية المهنية أو حتى من الناحية التقنية.
فتجد صحفيا لا يعرف كُعّه من بوعه إذا ماتعلق الأمر بالإعلام الآلي الذي أصبح ركنا من أركان الإعلام المعاصرولا يعرف للأمانة التي يتصف بها المسلم في عمله أصلا
فيتسابق إلى المسارعة بنشر الأخبار التي يسربها له رجال ما يطلق عليهم بالأمن حتى يعطونه المصداقية ويصنعون منه وجها أو مرجعا للأخبار لتوظيفه كآلة التحكم عن بعد,وضل المواطن تعيسا لايعرف للحياة ذوقا لما يراه فعينه بصيرة ويده قصيرة
مما دفع به إلى التعبير بوسائل أخرى ابتكرها ,حتى ولو كانت دنيئة نظرا لعدم وجود من يعبر عن مأساته ومن يتفهم وضعيته ونظرا للتضييق وطمس الحقائق, من طرف الكلاب المدربة التي سيأتي موضوع آخر بشأنهم لاحقا, وجعلت منه من شدة الخوف يبيح بأسراره خوفا من تشويه قناعاته إلى الكتابة على جدران المراحيض, وأصبحت الجدران بمثابة صحيفته المفضلة التي توازي بعض الأبواق ,يبوح فيها بتصوراته وأفكاره الحبيسة ,ووجد الكثيرون ضالتهم في المراحيض ,حتى بات من يكتب شعار حزبه أو جمعيته أو فريقه المحبوب أو عشيقته أو التعبير برأيه في أمر عادي لأن القهر والظلم دفعاه لذلك وتبللت صحافتنا بمياه الأنترنت بعد الانفتاح وتكدست في الأكشاك بفضل هذا الدك الإعلامي ,وتحت تأثير بعض القنوات التي أزالت الستار على كثير من الملفات بالصوت والصورة وأفسدت الكثير من مخططاتهم.
صحافة المراحيض هي نوعان يلتقيان في المرحاض الأول هو نوع الصحافة التي لاقيمة لها عند المواطن مهما مُلئت صفحاتها من أكاذيب وشعوذة وهي صحف النظام التي لاتعرف إلا المدح والتسبيح والتشهد وقلب الحقائق
فالمواطن يشتريها ورقا في سوق الجملة ويذهب بها إلى المرحاض ليستعملها كأداة للتنضيف والنوع الآخر هي الصفحات الموازية في السوق السوداء الموجودة على الجدران كما سبق وأن شرحنا بالعناوين وحتى أرقام الهاتف في بعض المرات ولكليهما مرجع واحد هو المرحاض الذي عنْونّا به موضوعنا.