دعت لجنة أمريكية موكلة بمهمة مراقبة الحريات الدينية في العالم، الخارجية الأمريكية إلى تحديث قائمة الدول التي تقمع هذا النوع من الحريات، وتصنيف 11 دولة، في مقدمتها المملكة العربية السعودية وإيران والسودان على أنها “دول مثيرة للقلق” على صعيد خرق الحقوق الدينية.
وقالت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، إن “تقاعس” وزارة الخارجية الأمريكية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2006 عن تعديل القائمة أعطى انطباعاً سيئاً حيال جدية هذا الملف، ودعتها إلى وضع قائمة بدول أخرى لإبقائها تحت المراقبة، بينها مصر وكوبا وأفغانستان وأندونيسيا.
ونددت اللجنة بتعامل السعودية مع الحريات الدينية بالنسبة لغير المسلمين، وكذلك بالنسبة للمسلمين غير السنّة، كما رفضت ما قالت إنها “حملة اعتقالات” يتعرض لها أتباع المذهب البهائي والكنائس الإنجيلية في إيران، وكذلك انتشار “الخوف” في صفوف يهود البلاد، مع تصريحات الرئيس أحمدي نجاد المشككة في الهولوكوست.
وعددت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية 11 دولة قالت إن على الخارجية الأمريكية تشديد الرقابة عليها بسبب وضع الحريات الدينية فيها، وتصنيفها على أنها دول “مثيرة للقلق” وهي المملكة العربية السعودية وإيران والصين والسودان وميانمار وكوريا الشمالية وأريتريا وباكستان وتركمانستان وأوزبكستان وفيتنام.
وذكّرت اللجنة الخارجية الأمريكية بأن قانون الحريات الدينية الدولية للعام 1998، والذي أقرته الولايات المتحدة، يفرض على واشنطن “تحديد الدول التي تضطلع حكوماتها أو تسمح بانتهاكات منظمة وفاضحة لحقوق الدين والمعتقد المعترف بها دولياً،” مع إمكانية فرض عقوبات عليها.
وأضافت أن عدم وجود جدول زمني يفرض على الخارجية التحرك لا يتيح لها التغاضي عن وجوب التحرك بصورة متزامنة مع وقوع الأحداث، مشيرة إلى أن التقاعس عن القيام بذلك قد يعطي انطباعاً بأن واشنطن غير جادة في تنفيذ التزاماتها في هذا الإطار.
وعن المآخذ التي سجلتها اللجنة حيال الأوضاع في البلاد جاء أن السودان تفرض “سياسات التعريب والأسلمة،” كما أنها تشد الخناق على الحريات الدينية في الوقت الذي ما يزال فيه الكثير من المسيحيين وأتباع الديانات المحلية الأخرى يعانون جراء ذيول الحرب المدمرة التي امتدت عقوداً بين الشمال والجنوب.
وعن إيران قالت اللجنة إن البهائيين والمسيحيين الإنجيليين يواجهون “حملة اعتقالات واسعة” ومضايقات، وأن القلق يزداد في صفوف يهود البلاد مع تصريحات الرئيس الإيراني، محمود أحمد نجاد، التي تشكك في حصول الهولوكوست، والتي تفسر على أنها “معادية للسامية.”
وكان للملكة العربية السعودية حيزاً واسعاً في تقرير اللجنة التي قالت إن البلاد تشهد “اختراقات خطرة” للحريات الدينية وحقوق الإنسان المتصلة لغير المسلمين وللمسلمين من المذاهب غير السنيّة، وأن تلك الشرائح تحرم من حق التعبير وأن الحكومة السعودية تتدخل في الممارسات الدينية الخاصة.
وذكر التقرير أيضاً أن العنف تجاه الشيعة والأحمديين والمسيحيين والهندوس يستمر في باكستان، وأن رد حكومة إسلام أباد ما يزال دون المتوقع.
وأعدت اللجنة أيضاً في تقريرها قائمة بدول قالت إن على الخارجية الأمريكية أن تبقيها تحت المراقبة، وتضم مصر وأفغانستان وبنغلاديش وبيلاروسيا وكوبا وأندونيسيا ونيجيريا، إلى جانب الأوضاع “المقلقة” للحريات الدينية في العراق.
يذكر أن ميانمار والصين وأريتريا وإيران وكوريا الشمالية والسعودية والسودان وأوزبكستان كانت مدرجة على التقرير الأمريكي السابق لعام 2006، في حين سبق أن رفعت كل من باكستان وتركمانستان عنها.