عادة يغرق الإنسان في أشياء كثيرة قد تكون وهما وسرابا وقد تكون يقظة وحقيقة,
ومن المعلوم انه عندما يغرق الإنسان في بحر الظلمات,فذلك هو الخسران المبين.
الغرق إن عرفناه وشرحناه ,عرفه الإنسان بمنطقه وآمن به بفطرته, ولو أعطيناه وصفا دقيقا وصورناه لوصلنا في النهاية إلى معاني كثيرة, تنصهر في الأخير في بوتقة واحدة ,وتؤدي في النهاية إلى نتيجة مفادها واحدوهو النزول الى الاسفل ومهما يكن الأمر,فالغريق حالة غير اعتيادية تحصل عندما يقطع الإنسان على نفسه ويصمم قطع طريق وعر وهو لا يحسن السباحة, فيصل إلى النتيجة التي لا مفر منها ويلقى مصيره المرتقب, أو ربما يقع فريسة لقدر كان عند ربك مقضيا وهنا فالأمر يبدوا منطقيا.
الحالة المأساوية هي , عندما يخيل إلى ذلك الغريق وكأنه في سعادة برزخية والموت سيتلقفه بعد حين, وهو في سكرة يسترشف نشوة المنتصر, والأمواج قادمة تسحبه إلى ذلك التعريف الذي ذكرنا من قبل ,وهو يحسب نفسه بمفازة وانه ذاهب إلى السعادة الأبدية.
هذه المقدمة أيها السادة الأفاضل وحالة الغريق المأساوية تشبه حالة الدول والحكومات التي تسير نحو الهاوية وهي تعتقد أنها تحسن التصرف وتوهم شعبها بمستقبل زاهر وواعد,
فلا الإنذارات نبهتها, ولا الدراسات التي أقيمت أفادتها ,ولا الانتقادات والاحتجاجات خدمتها, وملفات الفساد أخافتها فلا الإنذارات نبهتها, ولا الدراسات التي أقيمت أفادتها ,ولا الانتقادات والاحتجاجات خدمتها,
وهي قادمة تسير نحو الهاوية ,بعد عجز يشهد به القاصي والداني ولم يعد يخفى إلا على عميان البصيرة وتخيل للناظر من خلال إعلامها الماكر,على أنها في انجازات مستمرة, رغم أن ما يلاحظه الإنسان من حالات الغضب نتيجة الفقر والظلم والمحسوبية ونتيجة الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن من خلال عدم تكافؤ الفرص
وانعدام الأمن والأمراض المتفشية في المجتمع وحالات الإحباط المستشرية تنبئ بخطر داهم
ومع ذلك, فركب الرؤوس لا يزال ساريا واستعراض العضلات في ازدياد , مع انه ليس على العدو بل على صاحب البيت.
فمتى يفيق هذا المسئول من غطرسته ويقيم ذاته قبل أن يحاسب؟؟؟؟؟
أم تراه لا يعبئ بما هو معلن والقادم أدهى وأمر.