لاشك ان القضية الفلسطينية دخلت في مأزق خطير لتصل حدودا غير مسبوقة.. باختلاف قطبي السلطة ” حركة فتح – حركة حماس” وما نجم من اختلافهما من احداث دراماتيكية فى الشارع الفلسطيني، وتطور الوضع القائم الى فصل اقطار الوطن بين حكومتين احداهما في قطاع غزة والاخرى فى الضفة الغربية، والاحتلال الصهيوني يتفنن برسم سياسته التهويدية للقضية الفلسطينية بهذا الاختلاف الفلسطيني، حيث استفاد من الوضع الداخلي الفلسطيني المتردي لاعادة صياغة مرجعيات الصراع مع الشعب الفلسطيني من اجل تدمير ما تبقى من بنيان الشعب الفلسطيني وسلطته فى اتجاه دولة فلسطينية مستقلة ولتفتيت مالم يحطم من الحركة الوطنية الفلسطينية او ما نما وتعاظم باشكال وطنية واعدة.
ان ما يواجه الشعب الفلسطينية وقضيته العادلة فى هذه المرحلة المصيرية والحساسة يفوق فى ابعاده كل تحد سابق.
فاسرائيل هى المستفيدة الوحيدة من هذا الاختلاف الفلسطيني، وان الطرف المهدد في هذا الاختلاف الفلسطيني الداخلي ليست اسرائيل بل المهدد هو الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني من اجل قيام دولة مستقلة.
ان هذا الانقسام الكارثي بين قطبي السلطة عم بظلاله على القضية الفلسطينية على الرغم من انها لا تحتمل ذلك لانها فى معادلة دولية واقليمية شديدة الصعوبة والتعقيد ومؤامرات قوية تحاك ضدها.
ان نظرة سريعة الى الوراء ورؤية وطنية نقذية منصفة ستدلنا الى ما تم هدمه وتحطيمه من المشروع الوطني من هذا الاختلاف الحاصل من ” تدمير للمؤسسات والمقرات الشرطية والامنية وما نجم من تفكك وتفسخ فى النسيج الاجتماعي ..الخ “من هذه الافعال المعوقة لمشروعنا الوطني.
والان من جديد تضعنا قراءة المشهد السياسيي بزاوية الاختلاف بين فريقي غزة والضفة الغربية والاحداث السياسية المتعاقبة فى ظل هذا الوضع القائم والتطورات المستجدة، حيث لقاءات ومحادثات الرئيس ابو مازن للخروج من هذه الازمة الراهنة، وزيارة جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الاسبق للمنطقة ولقاءاته مع قيادة حركة حماس والمفاوضات السرية التى تديرها مع بعض الدول للخروج من الوضع الراهن وخاصة الحصار المفروض على قطاع غزة، ولكن الان يدور الحديث على تهدئة متبادلة مع الاحتلال … لكن الاحتلال لا يريد الا خنوعا فلسطينيا للامر الواقع مبررا بحدة حجم المعاناة من جراء الحصار والقتل اليومي المبرمج وتدمير البيوت وتجريف الاراضي ومتواصلا بتغذية الانقسامات والصراعات الداخلية الفلسطينية.
ان القضية الفلسطينية الان امام تحد بالغ التعقيد حول طبيعة المرحلة فى ظل انقسام فلسطيني داخلي والكل يعول على خروجه من هذه الازمة على المصلحة الوطنية.
ومن هنا يجب بلورة رؤية وطنية واستراتيجية نضالية تجتمع عليها كل الاطياف السياسية تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعدم السماح باختراق هذه الرؤية من اجل المحافظة على المشروع الوطني وصون للوحدة الوطنية الفلسطينية.
وان لا يجمعنا فى اختلاف وجهات النظر الى طاولة الحوار الوطني وليست المؤتمرات الصحفية الرداحة بالتخوين والتشهير والمتمسكة بالحزبية والفئوية بعيدا عن المصلحة الوطنية، وان ننظر لمصير قضيتنا ونتطلع لمستقبلنا ومستقبل اجيالنا، وأن نحترم شرعياتنا “شرعية منظمة التحرير الفلسطينية – شرعية الرئيس – شرعية الحكومة”، وان نتغلب على الشردمة والانقسامات الداخلية وان لا نختلف فقط من اجل الاختلاف بل نختلف من اجل الارساء الصحيح للمشروع الوطني لان هدفنا واحد ومصيرنا واحد وقضيتنا واحدة وعدونا واحد، فيجب ان نقيم مواقفنا وان نجتمع من اجل مصلحة الوطن ليس الا، ولكن للاسف ” الكل يغني على ليلاه”.
نعم لوحدة الصف الفلسطيني .. نعم لوحدة الدم .. نعم لوحدة القرار.