إن أي تبرير أو هدف لهكذا عمل لا يمكن أن يجعله منطقياً أو ينفي عنه صفة الإرهاب ، ونحن أميل للتفسير الثاني كوننا نعرف الوضع الذي آلت إليه الأوضاع الداخلية في اليمن ،وقد سجلنا بصراحة رأينا في مقالنا الأسبوعي الذي ستنشره صحيفة الشموع غداً السبت حول تشاؤمنا من مستقبل العلاقة بين الدولة وجماعة الحوثي المتهم الأول في هكذا عمليات أو بأكثر دقة المشبوه الأول في هذه الحالة .
إن هذا العمل الإجرامي غير مسبوق في اليمن ، ولم يلجأ إليه أي طرف من أطراف الخصومة أو النزاع الداخلي في اليمن ، وحتى تنظيم القاعدة الموصوف بالإرهاب لم يتجرأ على فعل ذلك رغم مطاردة الحكومة اليمنية له وتعاونها الكامل مع أمريكا على صعيد مكافحة ما يسمى بالإرهاب وقتل العديد من قادتهم وكوادرهم على أيدي قوات يمنية حكومية .
إذن هناك أمور مستجدة لدى من قام بهذا العمل استدعت اللجوء لهذا المستوى من العنف الأعمى غير المقبول . إن التخمين في هذه الحالة قد يؤدي للوقوع في المحذور لكننا سبق أن أشرنا إلى أيدي خارجية تعبث في الداخل اليمني لأهداف لم تعد خافية أو غامضة وهذه الأيدي ليست بعيدة عن الوجود الأمريكي في المنطقة أو النفوذ الإقليمي للبعض في المقابل .
إن الأسلوب الذي تمت به الجريمة يشير بوضوح إلى فريق مرتبط بدوائر استخبارات أجنبية أقرب إلى أمريكا ، وحتى يبعد الحوثيون عن أنفسهم الشبهة عليهم ليس فقط إدانة هذا الفعل بل أيضاً تقديم كل المرونة الواجبة للوصول لمعالجة منصفة لوضع صعدة بما يحفظ هيبة الدولة وحقوق المواطنين وأن تتخلى الجماعة عن عنادها فيما يخص تمترسها في بعض جبال صعدة وفي المقابل تخفف الدولة بعض الضغط والحصار عن بعض القرى في المنطقة .
إن العملية الإجرامية تستهدف الفتنة والحرب وإثارة القلق لدى الرأي العام اليمني وعلى كل المعنيين بما يجري في صعدة الوقوف في وجه هذه الاستهدافات وإفشالها ، ومن هنا فان أول ما يجب فعله في هذا المضمار قيام السلطات اليمنية بتهدئة الخواطر وتخفيف الاحتقان والامتناع عن ردات الفعل قبل التيقن من الجهة المنفذة . كما على الوسطاء القطريين التدخل بقوة لإفهام الحوثيين أن الأمور لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة فيما يخص بسط سيادة الدولة على كل أراضيها ،وقبل كل هذا وبعده فتح باب الحوار مجدداً بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك …. اليمن يواجه محنة منذ مدة وهي تتفاقم ، فإلى متى يبقى الحال على هذا النحو الخطير والمنذر بأوخم العواقب ؟ وأين الوجدان الوطني لدى كل المسئولين حكومة ومعارضة ؟ وهل سيتركون بلدهم يغرق في القتل والدماء ؟ .
2 / 5 / 2008