كشفت مصادر إخبارية إسرائيلية الجمعة، أن القوات الأمريكية البرية بالعراق ساعدت الطيران الإسرائيلي في تنفيذ غارته ضد موقع “دير الزور” السوري سبتمبر الماضي. وقالت شبكة “آرتز شيفا” العبرية: إن وحدة من قوات المشاة الخاصة الإسرائيلية, تمركزت في العراق قبل بضعة أسابيع على الغارة, بمعرفة قوات الاحتلال الأمريكية. وأضافت أن الجيش الأمريكي أعطى القوة الإسرائيلية الضوء الأخضر, وقدم لها المساعدة للتسلل إلى داخل الأراضي السورية مطلع سبتمبر, والوصول إلى الموقع المستهدف.
مخابرات إسرائيلية
وفي نفس السياق أكدت مصادر استخبارية إسرائيلية أن الوحدة المتسللة تابعة للمخابرات الإسرائيلية, موضحة أنها تمركزت قرب الحدود “العراقية ـ السورية” خلال أغسطس, قبل أن تتسلل وتضع علامات خاصة عند الموقع, من أجل تمكين الطائرات الإسرائيلية من رؤيتها حين تنفيذ الغارة ليلاً.
وقالت المصادر: إن وحدات من قوات “البشمركة” الكردية العراقية, تمركزت بالمنطقة لمساعدة الوحدة الإسرائيلية وإرشادها إلى جغرافيا المنطقة, وذلك بعد أن تم إعلامها بأنها مكلفة “بمساعدة عمليات استخبارية غربية”, وكانت طائرات حربية إسرائيلية هاجمت في السادس من سبتمبر الماضي موقعًا سوريًّا زعمت أنه مفاعل نووي تحت الإنشاء، أقامته دمشق بمساعدة من كوريا الشمالية، وهو الأمر الذي نفته سوريا بشدة.
مفاعل نووي
وفي الأسبوع الماضي, قال مايكل هايدن، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه): إن المفاعل السوري المشتبه به كانت لديه القدرة على إنتاج وقود نووي يكفي لتصنيع سلاح واحد أو سلاحين كل عام, مضيفًا:” إن مفاعل البلوتونيوم كان أمامه أسابيع أو أشهر معدودة ليكتمل إنشاؤه، وإنه خلال عام من تشغيله كان يمكنه إنتاج مادة تكفي على الأقل لسلاح واحد سنويًا”.
وقال هايدن إن المفاعل كان “ذا حجم وتقنية مماثلة” لمفاعل يونغبيون في كوريا الشمالية، مفندًا بذلك تكهنات بأنه كان أصغر من المفاعل الكوري الشمالي, وكانت تصريحات هايدن أول إشارة إلى طاقة المفاعل المشتبه به وأول تصريحات علنية له منذ نشرت الولايات المتحدة صورًا لما زعمت أنه مفاعل نووي سوري سري بُني بمساعدة من كوريا الشمالية.
الموقف السوري
ومن جانبه قال الرئيس بشار الاسد إن الغارة الاسرائيلية في ايلول الماضي ضربت موقعا عسكريا تحت الانشاء، وليس موقعا نوويا، كما زعمت وروجت اسرائيل واميركا, وتساءل:” هل من المعقول ان نشيد موقعا نوويا في الصحراء، وليس محميا بالمضادات?.. موقع نووي تحت رؤية الاقمار الصناعية وفي وسط سوريا وفي مكان مفتوح.. إننا لا نريد القنبلة النووية لو امتلكتها ايران”.
وذكرت صحيفة “البعث” السورية إن الاتهامات الامريكية حول مشروع سوري لبناء مفاعل لامتلاك السلاح النووي هي مناورة شبيهة بالمناورات التي سبقت الحرب على العراق, وأضافت:” بالعودة الى صور واشنطن المزعومة والتي يؤكد اهل الخبرة استحالة ان يتم التأكيد من انها صور لمواقع سورية اصلا فكل ما فيها لا يتعدى كونه مبنى قيد الانشاء ويتناقض مع اي تصميمات مفترضة لموقع نووي”.