كشفت شقيقة زوجة النمساوي جوزيف فريتزل، الذي اعترف بقيامه بإخفاء ابنته في قبو منزله قرابة ربع قرن وأنجب منها سبعة أبناء، أن الرجل البالغ من العمر 73 عاماً، منع زوجته روزماري مراراً من النزول إلى القبو، الذي كان يمضي فيه معظم أوقاته.
وقالت شقيقة زوجة فريتزل، في مقابلة مع صحيفة محلية بالنمسا، نُشرت الخميس، إنه كان ينزل بشكل يومي إلى القبو، حيث يحتجز ابنته إليزابيث وثلاثة من أبنائه منها، مبرراً الأمر لزوجته بأنه يعمل على مشروع سوف يدر عليه عائداً مالياً كبيراً.
ونقلت صحيفة “أوستريا أوسترتيش” عن المرأة التي عرفتها باسم كريستين آر، في المقابلة التي نشرتها بصدر صفحتها الأولى: “كل يوم في التاسعة صباحاً كان جوزيف يدخل إلى القبو، كان يقول إنه يقوم بتصميم رسومات هندسية، سوف يقوم ببيعها إلى بعض الشركات.”
واستطردت شقيقة الزوجة قائلة: “كان في كثير من الأحيان يبقى هناك (داخل القبو) طوال الليل”، وأضافت قولها إنه “لم يكن يسمح لزوجته (روزماري) حتى بإحضار القهوة إليه.”
إلى ذلك، كشفت الشرطة النمساوية عن تفاصيل جديدة بشأن قضية “بيت الرعب”، التي هزت المجتمع النمساوي وأثارت غضباً دولياً واسعاً، من بينها أن فريتزل قام بتجهيز غرفة واحدة داخل “قبو الرعب”، قبل قيامه باحتجاز ابنته إليزابيث فيها في عام 1984، عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها.
وحسبما قال المتحدث باسم الشرطة، فرانز بولزر، فقد قام فريتزل، وهو مهندس ميكانيكي سابق، بتوسعة القبو، بعدما بدأت إليزابيث في إنجاب أطفال، نتيجة قيامه باغتصابها بشكل متكرر طوال تلك الفترة.
كما ذكرت السلطات النمساوية أن اثنين من أبناء فريتزل من ابنته، واللذين لم يشاهدا ضوء الشمس في حياتهما، وهما ستيفن (18 عاماً) وفليكس (خمس سنوات)، بدءا يتعايشان تدريجياً مع الضوء، فيما كشفت تقارير صحفية عن أنهما لا يستطيعان المشي، ولا يمكنهما التحدث بعبارات مفيدة.
أما الابنة الثالثة كريستين، البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تكشفت تفاصيل هذه القضية بعد نقلها في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أحد المراكز الطبية ببلدة “أمشتيتين” شرقي النمسا، بعد إصابتها بغيبوبة “غامضة”، ما زالت بحالة حرجة، بحسب الأطباء.
كما كشف الأطباء عن أن الفتاة تعاني أيضاً من فشل بالكليتين، وأشاروا إلى أن حالتها تدهورت كثيراً نظراً لأنها لم تكن تحصل على العلاج اللازم لحالتها في الأوقات المناسبة، حيث أمضت كل عمرها “سجينة” داخل القبو مع والدتها واثنين من إخوتها.
ومن بين سبعة أبناء أنجبتهم إليزابيث، التي تبلغ حالياً 42 عاماً، نتيجة اغتصاب والدها طوال فترة احتجازها في القبو لأكثر من 24 عاماً، توفي طفل بعد قليل من ولادته، قام فريتزل بإحراق جثته في فرن داخل القبو.
وقام فريتزل وزوجته روزماري بتبني ثلاثة من أبنائه، أنجبتهم إليزابيث أيضاً، في أعوام 1993 و1994 و1997، بعدما قال إن ابنته، التي ادعى أنها هربت من المنزل في عام 1984، تركتهم أمام باب المنزل لعدم قدرتها على الإنفاق عليهم.
وفيما يتعلق بسير التحقيقات، ذكر المتحدث باسم مكتب الإدعاء، غيرهارد سيدلاسيك، إن فريتزل، الذي اعترف بجريمته تفصيلياً أمام الشرطة الاثنين، يرفض الإجابة على مزيد من الأسئلة من قبل المحققين، بعد أن بدأت السلطات القضائية تولي القضية.
وقال سيدلاسيك: “لقد تم إبلاغنا بأن الاتهامات لم يتم إعدادها بعد، حتى نصدر بياناً بذلك”، مضيفاً قوله: “إنه (فريتزل) لم يظهر لنا أي إشارة على أنه سيجيب على أية أسئلتنا، ولذلك فإننا سوف نعيد عليه طرح الأسئلة مرة أخرى.”
وفيما أشار سيدلاسيك إلى ان فريتزل سوف يخضع للاستجواب من قبل المدعي العام في وقت لاحق من الأسبوع المقبل، فقد أكد بولزر أن الشرطة تعتزم استجواب نحو مائة
شخص، كانوا قد أقاموا بنفس المبنى، الذي شهد “أسوأ جريمة تشهدها أوروبا”، خلال الفترة التي احتجز فيها فريتزل ابنته، وأبنائه منها، لنحو 24 عاماً.
شخص، كانوا قد أقاموا بنفس المبنى، الذي شهد “أسوأ جريمة تشهدها أوروبا”، خلال الفترة التي احتجز فيها فريتزل ابنته، وأبنائه منها، لنحو 24 عاماً.