خالد أبو رمضان
لا للمساومة علي دماء الشهداء ….. رسالة إلى المتآمرين والمتأمريكين والمتصهيونين
خالد أبو رمضان
لا للمساومة علي دماء الشهداء ….. رسالة إلى المتآمرين والمتأمريكين والمتصهيونين من السلطة كفاكم تفريط بدماء الشهداء ….. الخ .
جمل وعبارات مثل هذه كثير ما سمعناها من قبل بعض الشخصيات والأحزاب وكانت موجهه لمنظمه التحرير ولحركه فتح عندما كان أيّ منهما يطالب بتهدئة لمصالح سياسيه , فكان يخرج عليهم العديد من الشخصيات وبضع الأحزاب ليندد بهم ويهاجمهم وتطلق عليهم العديد من المسميات أوقحها العمالة والخيانة وغيرها.
اليوم … فقط بعد اقل من عام من سيطرة حركه المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزه , نجد أنها تطالب بهذه التهدئة والغريب أن من خرج ليمثل الشعب الفلسطيني في مصر والتفاوض لطلب التهدئة مع إسرائيل هم أنفسهم من كانوا قبل ذلك بإطلاق العديد من العبارات التي تشكك بوطنيه أبناء منظمة التحرير وحركة فتح لطلبهم في بعض الأوقات بالتهدئة.
وهو أنفسهم من بذلوا كل مجهود لإعاقة عمليات التهدئة التي كانت ترعاها أيضا مصر بين كل من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل .
فالسؤال الذي يحيرني ماذا تغير من أمس لليوم ؟
فنجد أن من خرج إلى مصر قام بتغيير موقفه وآراءه وسياسته, فقبل كان يرتدي الملابس العسكرية ويوّقف خلفه بعض المسلحين ويتحدث علي شاشات التلفاز أن المقاومة هو المطلب الوحيد لأبناء شعبنا وان كل من يطالب بالتهدئة هو عميل وخائن للقضية الفلسطينية ,.
واليوم قام بخلع الملابس العسكرية ولا يقف خلفه أي من حاملين السلاح ويردد أن التهدئة مطلب وخيار أبناء شعبنا ,,
هذا الاختلاف في الفكر والتناقض جعلني ارجع بذاكرتي قليلا ,, في وقت انتخابات الرئاسة للسلطة الوطنية الفلسطينية , خرج العديد من الشخصيات ليحرم هذه الانتخابات والخوض فيها حتى أن ذكرت بعض من هذه الشخصيات العديد من الفتاوى لتحريم ذلك .
وبعد عام واحد تقريبا, في الانتخابات التشريعية ظهر نفس الأشخاص ليحللوا هذه الانتخابات وقاموا بإخراج العديد من الفتاوى التي تحلل المشاركة بهذه الانتخابات
فما الشيء الذي تغير من انتخابات الرئاسة إلى الانتخابات التشريعية ؟
هناك تناقضات عديدة من فتره لآخري وكل يوم يظهر إلينا شي جديد ليبين هذه التناقضات ,
فما كان محرم أو ممنوع أمس من تهدئة أو غيرها اليوم محلل أو مباح.
فإذا كان التغير بالمواقف هذا يدل على وعى سياسي فإذن حركه فتح ومنظمه التحرير تفتخر بان كانت تمتلك هذا الوعي من قبل الجميع .
ولو كانت حركه فتح وبعض الشخصيات التي كانت تطالب بالتهدئة مع إسرائيل قبل ذلك هي تساوم على الدم الفلسطيني .( كما كان يقول البعض )
فأيضا اليوم كل من شارك وذهب إلى مصر للمطالبة بالتهدئة هو أيضا مساوم على الدم الفلسطيني.
فكفي كذب على أبناء شعبنا ولتتجرأو مره واحده ولتقولوا بصوت عالي أن ما ُيهمنا هو مصلحة حزبنا أو مصلحتنا الشخصية فهما أهم بكثير من المصلحة الوطنية ولينحرق الوطن وليموت الشعب .
الكاتب \ خالد أبو رمضان
المعيد بقسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة الأزهر