وليد رباح
كلنا يعلم اذا لم نكن بلهاء .. ان السفير العربي ( أي سفير عربي)
وليد رباح
كلنا يعلم اذا لم نكن بلهاء .. ان السفير العربي ( أي سفير عربي) في الامم المتحدة .. يطبق سياسة بلده ولايشذ عن القاعدة والا استبدل بغيره .. وبما أن الدول العربية مختلفة في سياساتها تجاه القضايا العربية واهمها القضية الفلسطينية .. فان مواقف السفراء العرب تتخذ طابع الاختلاف في المواقف .. وفي أحسن الاحوال اذا لم يرغب السفير بتطبيق سياسة بلده او التحدث بما لا يليق تجاه القضايا العربية .. فان ( حسن اخلاقه) تدفعه لكي يترك مقعده ويتغيب عن حضور الجلسة .. وهو أمر عانينا منه طويلا عندما كان العرب يدعمون القضية الفلسطينية صوريا وفق وجهات نظر القادة .. عندما يتحدث السفير الاسرائيلي فانهم يتركون مقاعدهم وتخلو القاعة منهم ثم يتحدث الاسرائيليون بما يرغبون دون ان يجدوا ردا مناسبا من سفراء العرب .. ولا ادري ان كان ذلك ضعفا في الحجة ومقارعتها أم انهم كانوا يأنفون من الدفاع عن انفسهم وعن قضاياهم امام التأييد الذي التحف به سفراء اسرائيل في مجلس الامن .
عندما كان حزب الله يلقن الجيش الاسرائيلي دروسا في فن الحرب بلبنان .. والطائرات الاسرائيلية تدك العمارات وتدفن تحت ركامها مئات من اللبنانيين .. كان البعض من سفراء العرب يتركون القاعة ويتحدثون بهواتفهم الخلوية في الساحة الخارجية للقاعة ليسألوا زوجاتهم عن نوعية الغداء الذي اعدته ( ست الحسن) في البيت .. او يهاتفون وكلاءهم في بعض الولايات لشراء الفلل وقطع الارض التي تجلب الارباح لهم وتسجيل كل ذلك باسماء من يثقون بهم .. أو كما شاهدنا صورة سفير عربي يغرق في نوم عميق عندما كان بولتون يتحدث عن ارهاب حزب الله وحق ( اسرائيل في الدفاع عن نفسها) .. او مثلما كان بعضهم يسأل الحراس في الامم المتحدة عما توصل اليه المجلس من قرارات قبل ان يعود الى مقعده في القاعة .. كل ذلك لا نجد له تبريرا الا ان اولئك كما نقول ( كمالة عدد ) لتعبئة المقاعد التي يجلسون عليها في مجلس الامن او في اجتماعات الامم المتحده .
ونحن لا نلوم السفير بالقدر الذي نلوم فيه قيادته .. فالخوف والرعب الذي ينتاب السفير عندما يتحدث عن مشروعية القضايا العربية يجعله يحسب لكل كلمة حسابها .. عكس السفير الاسرائيلي الذي يتحدث بقوة وفرعنة عن حقه في كسر شوكة ( الارهاب ) وملاحقة ( المخربين) حتى يستأصل شأفتهم ..
ومثلما هو الموقف العربي عموما يندرج تحت قائمة الهلع بعد اجتياح العراق ..فان سفراء العرب او جلهم يصابون بعقدة ( الاسرا فوبيا) مع ان البعض منهم يشدون على يد السفير الاسرائيلي في زوايا القاعات بعيدا عن اعين الكاميرات والصحافيين .. والبعض الاخر يدعونه للعشاء او الغداء في مطاعم بعيدة عن العيون .. ولا يخجل البعض منهم لكي يلقي اليه بالتحية وهو يتناول طعام الغداء في مطعم الامم المتحدة اذا كانت احدى الحسناوات تصاحب السفير الاسرائيلي في طعامه .. أما البعض الاخر فانه يسبق السفير الاسرائيلي الى الكاشير لكي ( يغمزه) عن بعد قائلا ان غداء السفير مدفوع حتى آخر سنت ولا يجب ان يتقاضى منه شيئا .. ولا ينسى السفير العربي مع كل ذلك ان ينظر يمنة ويسرة لكي يأمن عدم وجود من يحمل كاميرا أو صحافي تائه وجد في المكان عن طريق الصدفة .
ونحن نعلم ايضا ان لم نكن بلهاء .. ان قادة العرب ان لم يكن جلهم فبعضهم .. يرقعون الخطابات امام الكاميرات الفضائية يتباكون على الشعب الفلسطيني وحصاره وقتله بالجملة في وقت تكون فيه وفود اسرائيل تسرح وتمرح في بلدانهم ويقدمون لهم الهدايا ويرحبون بهم ولا يتورعون في كل ذلك عن دعوة الصحافيين والكتاب الذين يسيرون في فلكهم لتأييد ما تقوم به اسرائيل تجاه ( المخربين ) الذين يطلقون الصواريخ على البلدات الاسرائيلية .. ويتناسون ان كل صواريخ المقاومة التي بحوزتهم لا تضاهي صاروخا واحدا تطلقه طائرة اسرائيلية لاغتيال مقاوم فاذا بعشرات الضحايا يسقطون نتيجة التكنولوجيا المتقد
مة التي يعتمدها الجيش الاسرائيلي في القتل والتدمير .. كل ذلك بحجة ان العالم قد تغير .. وان (الديمقراطية) العربية البهية يجب ان تجاري العصر وتستمع الى كافة اطراف ( النزاع ) تماما مثلما يفعل السفير العربي سواء في الامم المتحدة او مجلس الامن .. فهو يتحدث عن العدالة للفلسطينيين في نفس الوقت الذي يبتسم فيه لسفير اسرائيل وهو يدلي بارائه وحججه امام المندوبين من كافة الدول ولا يتورع ان يظهر بعد ذلك امام فضائية لكي يحكي عن (العقلانية) في مواقف بلاده .
مة التي يعتمدها الجيش الاسرائيلي في القتل والتدمير .. كل ذلك بحجة ان العالم قد تغير .. وان (الديمقراطية) العربية البهية يجب ان تجاري العصر وتستمع الى كافة اطراف ( النزاع ) تماما مثلما يفعل السفير العربي سواء في الامم المتحدة او مجلس الامن .. فهو يتحدث عن العدالة للفلسطينيين في نفس الوقت الذي يبتسم فيه لسفير اسرائيل وهو يدلي بارائه وحججه امام المندوبين من كافة الدول ولا يتورع ان يظهر بعد ذلك امام فضائية لكي يحكي عن (العقلانية) في مواقف بلاده .
لسنا هنا في لوم احد على ما يفعل .. فكيفما تكونوا يول عليكم .. ولكننا مع كل ذلك .. نشد على ايدي بعض السفراء العرب في الامم المتحدة من مثل مندوب سوريا ومندوب ليبيا .. اللذان يرفضان المساومة على الحق الفلسطيني وعلى القضايا العربية ايا كانت الضغوطات .. فهما بحق .. الوجهان المعبران عن تطلعات الشعب العربي الذي ( وللاسف وأعني الشعب العربي) لا يؤمن بما يقوم به مجلس الامن ولا الامم المتحدة في معالجة القضايا الدولية ..
اننا هنا في امريكا وفي الوطن العربي نبكي دما على اولئك الذين جاءوا الى امريكا يتحدثون عن مآسي الوطن العربي ونكباته ممثلين عن بلدانهم ..ولكننا في زمان اصبح فيه صاحب الحق عاهرا .. والضحية توصم بالارهاب .. اما الاقوياء الذين يقتلون وينهبون ويسرقون ويعالجون قضاياهم بواسطة المدفع والطائره .. فهم على حق ولا يجب الا ان نصافحهم .. ونجاملهم .. ونعترف بقدرتهم علينا فوق قدرة الله .. ولنا الله .