الأشغال اضطرتني أن لا أتابع حصة الاتجاه المعاكس مع أهميتها , وفي حديثي مع أحد الإخوة الصحفيين المتمردين على الظلم والاستبداد أبلغت بأن فيصل القاسم كاد يختنق أو يغشى عليه من شدة الزّعاف ,وأنه ضل طوال وقت الحصة وهو يستفز من جاء به لعله يأتي بفكرة أو مداخلة تمْسح دمعة أم سجين , وتعيد عزة ولد أو تخفف من معاناته وضللت أبحث كعادتي في المواقع والمنتديات علني ,أجد تسجيلا بعدما تماطلت الجزيرة في تحميل الحصة كالمعتاد على حسابها في موقع اليوتيوب, وظننت أنهم رأفة بالمشاهد العربي امتنعوا من تحميلها حتى لايسا هموا في إضفاء شرعية الجلادين ,الذين يقتلون الناس ويمشون في جنازاتهم أو يزيدوا من إطالة عمر معاناة السجين خاصة إذا كان من قوم بني لا
إلى أن جاء خبر الإفراج عن سامي الحاج فأفرج عن الحصة لعل الحدث سينسي من صدموا من إجابات سي عبد الحميد.
رأيت الحصة بعد ذلك وتأكدت من أن الرجل أربك من بدايته قلت
لعلها أول حصة يشارك فيها رئيس التحريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
قرأت له الأعذار في البداية لكن بعد هنيهة تأكدت أن فيصل أخطأ الطريق في استضافته أو غرر به, وقد ظهر حتى نهاية الحصة وهو يكاد يترك المائدة أو يغلق عنا القناة من شدة تحريك نظراته ويداه تكاد تطيران من الحركة .
استفزازاته زادت من إرباك الرجل وجعلت من خصمه يربح الحلبة بفارق النقاط.
هي بداية حديثي إذن عن فكرة ساورتني في نهاية الحصة وجعلتني أخط لكم هذه الحريفات علها تجد متنفسا لمن شاهدوا الحصة
ليدلوا بآرائهم أو يثروا موضوعنا بأفكارهم حتى نؤسس لفيصل مجموعة من الأفكار علها ستساعده في الإتيان برجال
يعرفون فن الحلبات خاصة, إذا ماكا نوا مع أناس بدرجة لواء.
إن المحامي إذا كان فاشلا في دفاعه عن حق من أوكله للدفاع عنه فإنه بالضرورة سيخسر القضية
لأن فشله سيستغله خصمه ويوظفه ضده ويجد منافذ من خلال الثغرات التي سيتركها والهدايا التي سيعطيها ويتسلل منها ليثير الشكوك والقلاقل
ويطرح الأسئلة التي تجعله يشكك في نفسية خصمه وفي روايته ويدفع بالقاضي بالحكم لصالحه لأن خصمه رضي بالهزيمة داخل القاعة.
هو ذاك بالضبط ما حصل في هذه الحصة وما سيحصل دائما إذا ما كان نوع المحامي من هذه الدرجة
بعض المحامين الفاشلين لا يستحون من خسر القضايا مادام أن هناك من المغفلين من يلقي بالتهم الجزاف دائما على القاضي ,حتى ولو كان إماما عادلا ويحاولون تحميله عدم إعطائهم الحق لخلفيات ومنطلقات ومادام أنهم يجدون هذه المبررات
فكان الأولى بهم أن يعطوا القضية إلى محام آخر حتى لا يساهموا في زيادة الذل والصغار وقطع الأمل وتيئيس موكليهم.
هناك نوع من المحامين يحضرون مرافعاتهم على الورق ويقضون أياما وليالي لسد الثغرات بل يستشيرون أصدقائهم وذويهم
وهناك الكثير من الشعراء والنوابغ في الخلاء كذلك وهناك من الطلبة النجباء من تحسبهم لايعرفون الرسوب فمفاتيحه لاتوجد في قواميسهم لكنهم إذا ما وقفوا
أمام امتحان فأسنانهم تصطك ,وأيديهم ترتجف ,وألسنتهم تتعقد ,فيخسرون ويرسبون ويجعلون من كان يحسن بهم الظن يُصاب بالخيبة ,تجعله يشك في نفسه ويندم ويصاب بالحيرة ,وقد شهدت لحدث جرى أمامي أيام مراهقتي فكان زميلي يحفظ أنشودة علي على ظهر قلب
لكنه إذا ما قام إلى السابورة تبكّم ودفع بالمعلم آنذاك سي محمد الطيب ابن امهني لضربه على أساس أنه لم يلتزم بما طلبه منا في القسم
وأخذ علامة الصفر وقد ظل كذلك حتى أعاد السنة سي عبد الرزاق
ممّا دفعني في يوم من الأيام أن طلبت من أستاذي أن أصارحه وأقسمت عليه أنه كما سبق لي وأن شرحت ,فأقلع عن ضربه ووعدني بعدم طرح الأسئلة عليه أمام التلاميذ بعدها.
كثيرة هي الأمثلة من هذه الأنواع التي لا تستطيع المواجهة خاصة إذا كانت مناظرة من هذا النوع وكان على فيصل القاسم
أن يتحرى جيدا في مثل هذه الخيارات فهناك الكثيرون من يحملون شهادات عليا يحسبهم الظمآن أنهم ماء
لكنهم في الحقيقة سراب على المواطن أن يتحاشاه حتى لا يقع له ما وقع لفيصل ولمشاهدي قناة الجزيرة.
نورالدين خبابه جزائري مقيم بنفرنسا