ربما من مصائب منطقتنا العربية تعدد الطيف سواء منها الدينية كانت أو المذهبية وتنامي نزعة الأقلية وسطوة الأغلبية
و انبثاق نزاعات فكرية دينية ومذهبية تغذيها أطراف داخلية وخارجية … استمات أقطابها في كيل التهم بعضهم لبعض … واستظهار مساوء الآخر بما يحشد خلف كل طرف جيشا من الغوغاء وما تمثله من مصدر للقوة … فالرعاع أو الجمهور قوة همجية تسهل إثارتها ويصعب التحكم فيها … و الهدف دائما هو الفوضى بما يخدم مصالح شخصية لزعيم الأقلية المسحوقة أو الأغلبية الماحقة … ! ؟
و في ظل هذا الصراع و عواقبه المدمرة في المنطقة … يشكل المثليون الحلقة الأضعف … وحيث اختلف كل أولئك الساسة و رجال الدين و من ورائهم جحافل الغوغاء في كل صغيرة و كبيرة … اتفقوا كلهم في تجريمنا و جعلوا منا وصمة عار في جبين الآخر … يتراشقون الشتائم باسمنا … ! ؟
و إن كانت منطقتنا العربية أبعد ما يكون عن جدل سياسي حول المثلية … فإن جدلا دينيا من نوع ما تستعر نيرانه
جدل ديني لا يبحث في شرعية العلاقة المثلية من عدمها … و إنما يبحث في شرعية الدين والمذهب بمدى رفضه أو تقبله للمثلية
و لئن أجمعت الديانات السماوية في ظل التفسيرات البشرية على اعتبار أي ردة عن الفطرة ( الرجل للمرأة) فاحشة … فإن صيرورة التاريخ ألقت بظلالها ، فكانت أرضا خصبة لإثارة جدل حاد تعددت ملاحمه … و كان للمثلية منه الحظ الوافر
ففي الإصحاح الثامن عشر من سفر اللاويين : آية 22: ولا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة إنه رجس
و في القرآن الكريم من سورة الأعراف : الآية 81: أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون
و رغم الإدانة الصريحة (نسبيا) للمثلية في الدين المسيحي و الدين الإسلامي … اجتمعت عدة عوامل كالقراءة التاريخية ، النظرة المعاصرة ، والتنافس الديني والمذهبي خاصة في منطقتنا لتأجج هذا الصراع
فها هو عزت أندراوس (اسم حركي أو اسم مستعار لباحث مصري ، قبطي ) وفي بحثه عن فساد خلفاء المسلمين يقول : أما عن الخلاعة والمجون فقد رويت من الحكايات ما لا يخطر على بال
و في مجمل ما كتب … كان لمعاشرة الغلمان نصيب الأسد فمثلا في حديثه عن الخليفة العباسي الأمين بن هارون الرشيد وغلامه كوثر يقول : تعلق قلب الخليفة الأمين بغلام اسمه كوثر فهام شوقا وهياما بالصبي … حتى قال بعض الشعراء في عصره أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير
و يضيف : يا حبيبي !! يا أمير المؤمنين، ما أرقك وما أطيب وصلك، لولا أنها خلة (المثلية) تشين في أي عرف، ناهيك عن أي دين، ولولا أن عشق الغلمان، يقود إلى بنت الحان، وإلى الطرب بالألحان، وإلى القول بما نمسك عنه، ونفزع منه
و الحقيقة أن الخلافة ما ضاعت إلا لصراع الأشقاء ، ابن العربية وابن الفارسية ( الأمين والمأمون ) على سدة الحكم … فلماذا تحمّلون المثلية ما لا تحتمل … ؟
و ها هو زكريا بطرس (قمص من الكنيسة القبطيــة ) وعبر قناة الحياة المسيحية يتحدث عن نعيم الجنة، فركز على ما أسماه بالجنس عند المسلمين وزعم أنهم يريدون الجنة لأجل الحور العين فقط، بل ويزعم أن الهدف من الولدان المخلدين في الجنة هو الشذوذ الجنسي
و نقول : فيها ما تشتهي الأنفس .. ولدى الله المزيد
بينما يعتبر الكثيرون وخاصة المسلمون زواج المثليين بدعة مسيحية بحتة أجازتها الكنيسة دون غيرها من بيوت الله في الأرض
فيقول القرضاوي ( رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) : بعض القوانين الغربية ومجالسها النيابية أجازت زواج المثليين وبعض رجال الكنائس أجاز هذا أيضا، وهذا انحطاط بالإنسانية
فهل يصلح زواج من غير حب … ومنذ متى كان الحب انحطاطا … ؟
إن خلق السماوات و الأرض بنيَ على الحب، يقول الله عز وجل : يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
ثم من يريد زواجا … لا نريد إلا أن نعيش بسلام
بل ويرى أولئك أن الكتاب المقدس ( الإنجيل ) لا يدين الشذوذ الجنسي
فبولس نفسه يقول : سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم … و ما في هذا الكلام من دلالات مثلية
هذا عدا عن ما يسمى بإنجيل مرقس و ما اشتمله من حكايات مثلية : فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ. فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً
و هل في كل هذا إلا حجة لنا …. ! ؟ رغم أني لست مسيحيا
لا يهمني حجم الخلاف الديني هنا … لأنه يجسد الجدل العقيم في أسمى تجلياته
و ليس منه بد ولا فائدة ترتجى …. فقط وربما يليق حوارا للطرشان
ربما يظل العامل المشترك بين كل تلك الكتابات والأقاويل والقراءات هو التوظيف المغرض للمثلية بهدف الطعن في الآخر … فالمثلية من كل هذا ليست هدفا فهي مذمومة أصلا وإنما برفضها غدت وسيلة من خلالها يقود الراعي قطيع الغنم للمزيد من الرفض
فكان زواج المتعة بين المثلية والخلافة أو المثلية و الدين … فقط للوصول إلى الرفض لهذا الأخير
و يدفع المثليون دائما الثمن
بدمائهم أحيانا … ومن ينسى إعدام أربعة آلاف مثلي في إيران اثر الثورة الخمينية ( وفق تقديرات هومان : إحدى الجماعات التي تعنى بحقوق المثليين الإيرانيين بالمنفى )
… هل كانت إلا بصمة عار في جبين الثورة … ربما إلى يومنا مبعثا للفخر … ! ؟
و هل سنظل إلا فزاعة في ظل هذا الصراع … يزرع غيرنا الشوك ونجني الجراح … ! ؟
و انبثاق نزاعات فكرية دينية ومذهبية تغذيها أطراف داخلية وخارجية … استمات أقطابها في كيل التهم بعضهم لبعض … واستظهار مساوء الآخر بما يحشد خلف كل طرف جيشا من الغوغاء وما تمثله من مصدر للقوة … فالرعاع أو الجمهور قوة همجية تسهل إثارتها ويصعب التحكم فيها … و الهدف دائما هو الفوضى بما يخدم مصالح شخصية لزعيم الأقلية المسحوقة أو الأغلبية الماحقة … ! ؟
و في ظل هذا الصراع و عواقبه المدمرة في المنطقة … يشكل المثليون الحلقة الأضعف … وحيث اختلف كل أولئك الساسة و رجال الدين و من ورائهم جحافل الغوغاء في كل صغيرة و كبيرة … اتفقوا كلهم في تجريمنا و جعلوا منا وصمة عار في جبين الآخر … يتراشقون الشتائم باسمنا … ! ؟
و إن كانت منطقتنا العربية أبعد ما يكون عن جدل سياسي حول المثلية … فإن جدلا دينيا من نوع ما تستعر نيرانه
جدل ديني لا يبحث في شرعية العلاقة المثلية من عدمها … و إنما يبحث في شرعية الدين والمذهب بمدى رفضه أو تقبله للمثلية
و لئن أجمعت الديانات السماوية في ظل التفسيرات البشرية على اعتبار أي ردة عن الفطرة ( الرجل للمرأة) فاحشة … فإن صيرورة التاريخ ألقت بظلالها ، فكانت أرضا خصبة لإثارة جدل حاد تعددت ملاحمه … و كان للمثلية منه الحظ الوافر
ففي الإصحاح الثامن عشر من سفر اللاويين : آية 22: ولا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة إنه رجس
و في القرآن الكريم من سورة الأعراف : الآية 81: أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون
و رغم الإدانة الصريحة (نسبيا) للمثلية في الدين المسيحي و الدين الإسلامي … اجتمعت عدة عوامل كالقراءة التاريخية ، النظرة المعاصرة ، والتنافس الديني والمذهبي خاصة في منطقتنا لتأجج هذا الصراع
فها هو عزت أندراوس (اسم حركي أو اسم مستعار لباحث مصري ، قبطي ) وفي بحثه عن فساد خلفاء المسلمين يقول : أما عن الخلاعة والمجون فقد رويت من الحكايات ما لا يخطر على بال
و في مجمل ما كتب … كان لمعاشرة الغلمان نصيب الأسد فمثلا في حديثه عن الخليفة العباسي الأمين بن هارون الرشيد وغلامه كوثر يقول : تعلق قلب الخليفة الأمين بغلام اسمه كوثر فهام شوقا وهياما بالصبي … حتى قال بعض الشعراء في عصره أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير
و يضيف : يا حبيبي !! يا أمير المؤمنين، ما أرقك وما أطيب وصلك، لولا أنها خلة (المثلية) تشين في أي عرف، ناهيك عن أي دين، ولولا أن عشق الغلمان، يقود إلى بنت الحان، وإلى الطرب بالألحان، وإلى القول بما نمسك عنه، ونفزع منه
و الحقيقة أن الخلافة ما ضاعت إلا لصراع الأشقاء ، ابن العربية وابن الفارسية ( الأمين والمأمون ) على سدة الحكم … فلماذا تحمّلون المثلية ما لا تحتمل … ؟
و ها هو زكريا بطرس (قمص من الكنيسة القبطيــة ) وعبر قناة الحياة المسيحية يتحدث عن نعيم الجنة، فركز على ما أسماه بالجنس عند المسلمين وزعم أنهم يريدون الجنة لأجل الحور العين فقط، بل ويزعم أن الهدف من الولدان المخلدين في الجنة هو الشذوذ الجنسي
و نقول : فيها ما تشتهي الأنفس .. ولدى الله المزيد
بينما يعتبر الكثيرون وخاصة المسلمون زواج المثليين بدعة مسيحية بحتة أجازتها الكنيسة دون غيرها من بيوت الله في الأرض
فيقول القرضاوي ( رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) : بعض القوانين الغربية ومجالسها النيابية أجازت زواج المثليين وبعض رجال الكنائس أجاز هذا أيضا، وهذا انحطاط بالإنسانية
فهل يصلح زواج من غير حب … ومنذ متى كان الحب انحطاطا … ؟
إن خلق السماوات و الأرض بنيَ على الحب، يقول الله عز وجل : يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
ثم من يريد زواجا … لا نريد إلا أن نعيش بسلام
بل ويرى أولئك أن الكتاب المقدس ( الإنجيل ) لا يدين الشذوذ الجنسي
فبولس نفسه يقول : سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم … و ما في هذا الكلام من دلالات مثلية
هذا عدا عن ما يسمى بإنجيل مرقس و ما اشتمله من حكايات مثلية : فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ. فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً
و هل في كل هذا إلا حجة لنا …. ! ؟ رغم أني لست مسيحيا
لا يهمني حجم الخلاف الديني هنا … لأنه يجسد الجدل العقيم في أسمى تجلياته
و ليس منه بد ولا فائدة ترتجى …. فقط وربما يليق حوارا للطرشان
ربما يظل العامل المشترك بين كل تلك الكتابات والأقاويل والقراءات هو التوظيف المغرض للمثلية بهدف الطعن في الآخر … فالمثلية من كل هذا ليست هدفا فهي مذمومة أصلا وإنما برفضها غدت وسيلة من خلالها يقود الراعي قطيع الغنم للمزيد من الرفض
فكان زواج المتعة بين المثلية والخلافة أو المثلية و الدين … فقط للوصول إلى الرفض لهذا الأخير
و يدفع المثليون دائما الثمن
بدمائهم أحيانا … ومن ينسى إعدام أربعة آلاف مثلي في إيران اثر الثورة الخمينية ( وفق تقديرات هومان : إحدى الجماعات التي تعنى بحقوق المثليين الإيرانيين بالمنفى )
… هل كانت إلا بصمة عار في جبين الثورة … ربما إلى يومنا مبعثا للفخر … ! ؟
و هل سنظل إلا فزاعة في ظل هذا الصراع … يزرع غيرنا الشوك ونجني الجراح … ! ؟
ياسين الرّشيد، مدون مثلي جزائري : www.say195.blogspot.com