أنها فعلاً أضحوكة وأن شئتم قولوا مهزلة كبرى من مهازل الزمن المليشياوي فيها نرى البعض من قادة وساسة العراق يكررون عبارة ” أطراف خارجية ” دون تسميتها بعد كل حادث أرهابي أو تفجير دامي يذهب ضحيته عشرات الابرياء في بغداد المطعونة أو في أي محافظة من محافظات العراق الحبيب .
المشكلة أنه لايقتصر تكرار هذا العبارة على قادة الاجهزة الامنية فقط بل يمتد ذلك الى قمة الهرم التنفيذي في العراق , حيث نرى السيد رئيس وزراء العراق نوري المالكي قد أتهم في العديد من خطاباته أطراف خارجية بزعزعة الأمن في العراق وتزويد الميليشيات الخارجة عن القانون المتلطخة بدماء الأبرياء بالأسلحة , فضلاً عن السماح للارهابيين بالعبور عن طريق أراضيها لكي يقوموا بعملياتهم الأنتحارية في العراق , وهو في كل ذلك على حق الأ أنه لم
يصب _ لكل أسف _ كبد الحقيقة حينما لم يقدم لائحة بأسماء هذه الدولة المجرمة بحق العراق .
يصب _ لكل أسف _ كبد الحقيقة حينما لم يقدم لائحة بأسماء هذه الدولة المجرمة بحق العراق .
ربما سيقول لي البعض ” أيها الجاهل بدروب السياسية … وطرقها….والاعيبها ومخاتلاتها … أن هذا جزء من الدبلوماسية السياسية…..التي تقتضي من المسؤول في بلد ما أن لايسمي الأشياء بمسمياتها منعاً للأحراجات السياسية ” .
طبعاً هذا الأمر بالنسبة لي ” ميصرف وما أشتريه بفلس ” كما نقول باللهجة العراقية الدارجة , لسبب بسيط أن الدم العراقي المهدور الذي تتحمل أثم أراقته بعض من دول جوار العراق لاينبغي المساومة عليه أو حتى أدخاله في اللعبة السياسية ودبلوماسيتها , ويعني هذا أن على قيادات العراق فضح اي دولة من دول الجوار العراقي التي تُسهم في دعم نشاطات الجماعات المسلحة المليشياوية الخارجة عن القانون , ويجب أن يكون معيار هذا الأمر هو الدليل الواقعي الملموس لا المواقف السياسية والطائفية والشخصية التي يتخذها سياسي ما من دولة من دول الجوار العراقي.
أن تكرار ساسة العراق وقياداته عبارة ” أطراف خارجية ” دون تسميتها أنما يرجع الى ثلاثة أسباب لاغير :
الأول:
أن هذا السياسي أو ذاك يجامل هذه الدولة المجاورة التي تورطت في الارهاب والعنف بسبب علاقات سابقة معها أثناء المعارضة , أو بسبب علاقة حالية معها تعود لأسباب طائفية أو قومية أو شخصية ولهذا يستحي أو يخجل من ذكر أسمها في معرض حديثه عن الدول التي تقوم بتفجير الوضع وتأزيمه في العراق !
الثانية:
أن السياسي يحاول النأي بنفسه عن اي مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عما حدث , حيث بدلاً من نقد ذاته ومراجعة افكاره وأطروحاته السياسية نراه يلقى التهمة على أطراف خارجية دون أن يذكرها لأنه أصلاً لادخل لأطراف خارجية بما حدث بل كل ما في الأمر أن ” الافندي ” غير شجاع بما فيه الكفاية ليقول أنا أتحمل المسؤولية عما حدث سواء مباشرة أو بصورة غير مباشرة !
الثالثة:
أن السياسي العراقي ربما يخاف من الكشف عن أسم الدولة المجاورة التي تدعم الأرهاب في العراق خوفاً من تاثير هذه الدولة على بعض الأطراف السياسية التي تدعم بدورها هذا السياسي أو ذاك وبالتالي يمكن أن تأمر هذه الدولة محاربة هذا السياسي وخلعه من منصبه !
أنني اعتقد بان على المسؤول العراقي التصريح بأسم الدول التي تساهم بتخريب العراق لان القضية وصلت الى دم المواطن العراقي الذي علينا عدم المساومة عليه ولا أدخاله في اللعبة السياسية القذرة التي ربما لاتعرف الا مصالحها ومكاسبها الشخصية فقط , سواء كانت هذه الدولة أيران أم سوريا أم
السعودية .
السعودية .
مهند حبيب السماوي