من الواجب أولا علينا كمسلمين ,أن نترضى على عمر الذي لُقب بالفاروق وعلى من جاء بعده وترك لنا عبئا ثقيلا فقال :
لست محتاجا لفلسفة كثيرة في الكلام ,لكنني محتاج للفصل في كلمة الفاروق, التي تعني لي و المسلمين المعتقدين مثلي بعمر الخليفة الثاني بعد (ثاني اثنين إذ هما في الغار )(,وسيجنها الأتقى ),لست مسئولا عن مدى استيعاب فكرتي لمن لم يصلوا بعد إلى مستوى الفطام ,لربما باتهامي بأحكام جاهزة قد تؤدي إلى تكفيري لم لا ,بدل تفكيري كما قلت في موضوعي السابق جماعة التفكير وجماعة التكفير.
استعرت كلمة الفاروق من دون أي إذن أو استخراج فتوى من أحد علماء الشيكات,وأحببت أن أطلقها إعلاميا على فيصل الإعلام ,أو أطرحها كتساؤل ,على هذا الذي ذاع صيته في العالم وأصبح متربعا على عقول المشاهدين ,عندما تقرأ أسئلته يخفق قلبك وتُحس بأنه ينطق بلسانك وترن أذناك ,وإن حرك شفتيه سال منها عرق المبللين في ثيابهم من المحكومين بآلة التحكم عن بعد, الحكام علينا, إنه فيصل القاسم.
احترت بادئ ذي بدء في عنوان مقالي الذي أكتبه ولا أترجى من فيصل أن يقرأه إلا إذا قرأه بإرادته أو وصله من عند محبيه, ومقالي هو بمثابة وقفة و ذكر في الحياة الدنيا لكل كاتب وصحفي آمن بالحرية والإنعتاق, من براثن الجهل والتبعية وسعى لتنوير الرأي العام.
لم أدم طويلا في الاحتيار فاستوحتني الفكرة وسارعت لتخرج, وهاأنذا أشرحها.
الفيصل بلام التعريف هو فيصل بحق, فيصل بين رأيين مختلفين قد يكونا متعاكسين أو يكمل أحدهما الآخر في بعض الأحيان حسب الظروف, لكن مهما يكن الأمر من صياح أو نباح يعلو, ففيصل يوصل الفكرة للملايين من المشاهدين في حصته الإتجاه المعاكس ,وتجعل المستقرئين والكتاب يستوحون أفكارا لم يشهدها الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي من قبل, ومن الواضح أن تتباين الرؤى لاختلاف المدارس والمشارب والمحيطات لكن التنوع والإنتقاد مدرسة للعارفين الذين يؤمنون بتطور الأفكار.
ها أنتم ترون أيها المنصفون إذن أنني عند ذكري له لا يستطيع أن يصل تعريفي لدرجة الفاروق الحقيقي إنما كما قلت في عنواني بفاروق الإعلام فاروق بين الرداءة والتشوق
فاروق بين التطبيل والتزمير وبين قول كلمة لا واضحة وضوح البدر في الليلة الظلماء ولم أدرج الشمس هنا لاعتقادي ننا لم نشاهدها بعد حتى تُوضح يوما كثير من الأمور المبهمة ويُسمح لفيصل أن يقول قولته بعيدا عن الضغوطات التي نتلمسها من حين لآخر في إغماض العيون على بعض الملفات لاسيما العلاقات الإسرائيلية القطرية بنفس الحدة التي تتعامل بها الجزيرة مع ملفات عربية عربية أخرى,لكن ليس موضوعنا إسرائيل ولا قطر بل فيصل الذي نتمنى أن يكون فيصلا بين الحق وبين الباطل في كل حصصه حتى يستطيع المشاهد العادي الفصل بين الرأي السديد والرأي الآخر.
إن القاسم فيصل هو قاسم ظهر المستبدين وحواشيهم من المصفقين والرافعين أذرعهم للحكام حتى وإن أعلنوا كفرهم البواح
يقرؤون لهم الأعذار ويكشرون أنيابهم على الضعفاء في توافه الأمور,قاسم إذن بين فريقين فريق يمثل اليد الطيعة التي لا تعرف الحراك ويد تأبى الظلم وترتفع في وجه السلطان الجائر
قاسم بين لسان فصيح ينطق بلغة عربية وبين لسان لايعرف إلا التملق والإنبطاح,
قاسم بين أفكار جديدة وبين أرشيف يغطيه الغبار, قاسم بين بني ويوي وبين بني لا.
لاتهمني درزيته التي يجعل منها بعض الضعاف وسيلة للنيل منه ولاتهمني معتقداته حتى ولو أعلن كفره
بل ما يهمني هو ما يقدمه للمشاهد العربي ,مايسمح له بالوعي والثقافة وإخراج أصوات لم نتعرف عنها إلا من خلال برنامجه
وقد يجد بعض المتفيقهين مرة أخرى منفدا للإساءة فأقول.
إن المريض إذا ما ما مرض ذهب إلى الطبيب ولا يهمه كفره بقدر مايهمه هو مايقدمه هذا الطبيب له من دواء قد يساعده على العلاج.
أعتقد أن الفكرة وصلت حتى ولو أنني لم أسترسل في كثير مما يدور من جوانبها وأطرح عليكم السؤال لإثراء المقال
هل هو فاروق الإعلام فيصل القاسم