بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
هي لفظة تطلق فى شمال السودان على الحرباء , وبصدق لا أدرى مصدر الكلمة هذه , أهي لهجة نوبية محسية أم دنقلاية ؟ عموما وقد كنا صغارا نتحدث ونطلق على الحرباء أو الحربوية ( تصغيرا ) أنقدسة مثلنا مثل بقية سكان شمالى السودان , ولعل سكان المدن الكبيرة فى وسط السودان لا يعرفون هذا المصطلح ولا يفهمونه , فمن غير الميسور لى أن أنطق بهذه التسمية فى مدينة أم درمان أو الخرطوم أو الخرطوم بحرى أو ود مدنى وأجد كل الناس يستوعبونها ويفهمونها , إلا طبعا من نزح فى الأصل من أقصى الشمال واستوطن هذه المناطق .
ليست هذه هي القصة , ولكن القصة فى أن زوجتى كانت طفلة صغيرة عندما نزحت مع أسرتها وسكنت مدينة أم درمان , وقد سمعت بلفظة الأنقدسة ولم تثبت تماما فى ذاكرتها على ما يبدو , وقبل أيام وجدتها تريد توصيل هذه المعـلومة لصغـرى بناتى , آخر العنقود , طالبة فى سنتها النهائية بالمرحلة الثانوية وقضت كل عمرها بسلطنة عمان , إذ بقيت بالسلطنة منذ أن كان عمرها بعض شهور قليلة , وذلك مدعاة لأن تكون ثقافتها عن السودان وتراثه وقياداته وحاله وطبيعته ومناخه محدودة , ولا أجد أي تخوف فى ذلك ولا تفكير , فقد سبقها أخواها الكبيران فى العيش بعمان والعودة إلى السودان للدراسة الجامعية وكنت وقتها قلقا عليهما أسائل نفسى عن كيفية تأقلهما مع الوضع الجديد فى حياتهما , ولكنى وبمتابعة خفية , أدركت أنما تأقلما بسرعة , بل وأصبحا أكثر تقعرا منى فى الثقافة والموروث والعادات والتقاليد السودانية وبالتالى التعايش بسلام مع الآخرين والتفاعل واكتساب أصحاب وأصدقاء كثر , ولعلهما يتفوقان علي فى معرفة كثير من اللهجة المحلية , إذ لم أعط نفسى وقتا منذ الصغر للتبحر فى ممارسات وأمور العامة , خصوصا وقد اخترت درب الأدب والثقافة العربية والإسلامية والغوص فى بحور وفروع وعلوم الرياضيات البحتة والتطبيقية والحديثة على السواء , فقد كنت مواكبا وبحرص فى هذا المضمار .
كانتا جالستين أمام التلفاز , زوجتى تشرح لابنتنا أن فى شمال السودان يسمون الحرباء بكوندليزا , لا أمزح ولم أكن فى يوم من الأيام جادا مثلما عليه حالى الآن , ودخلت وسمعت فضحكت مقهقها وحتى سالت دموعى , فلعل القول الحكيم المأثور يأتى بلا قصد , فهمت ما تعنيه زوجتى وأجريت التصويب اللازم بعد أن أوضحت أن كوندليزا رايس هي وزيرة خارجية أمريكا وأن الأمر اختلط على زوجتى وأن مسمى الحرباء هو الأنقدسة !
بالطبع لم يكن وراء زوجتى قصد سيئ , جاءت القصة ونسجت بتلقائية وعفوية لا غرض من ورائها , ها أنذا أقرر الموقف قبل تفاقم الأوضاع وربما وضع لائحة إتهام بلا مبرر , ولكن رغم ذلك فأنا ولست هيابا لما أقول لى رأي خاص ورؤية واضحة , فقد وافق شن طبقة , ربما شن هي رمز عن الحرباء أو الأنقدسة ويبقى طبقة رمز عن العانس الكبيرة المشهورة كوندليزا رايس , بالمناسبة لماذا لا تكوّن جمعية أو رابطة للعوانس تأخذ فيها السيدة -ـ آسف الآنسة ـــ المذكورة مقعد الرئيس الفخرى لها بحكم السن والشهرة والصيت الذى يملؤ الدنيا ويشغل الناس ويزكم الأنوف ويصيب الأمعاء والمعدة بالغثيان والتقزز والقرف !
لا أقول ذلك جزافا ولا تجنيا على برئ , فالأعمال والأقوال والأفكار والأفعال تحكم على صاحبها , وقد كان هناك شعار بالسودان لفترة حكم الرئيس المثالي الفريق إبراهيم عبود ( احكموا علينا بأعمالنا ) , وما أسوأ صحائف كوندليزا رايس فى هذه المجالات , تناقضات , ثنائية معايير, تلون لا يختلف عما تقوم به الحرباء من تغيير وتبديل لجلدها يتلاءم ويتكيف مع ما تريد ومع بيئتها المحيطة , بالمناسبة كثر استخدام البيئة المحيطة وكثر استخدام ممجوج لجوانب إيجابية وجوانب سلبية وآلية الحل والإشكالية تكمن فى … , والذين يرددون باستمرار هذه المصطلحات محددو الثقافة والفهم , سمعوا بها وتمسكوا واستخدموها حتى مللناها , لعلهم لم يسمعوا بمرادفات أخرى أكثر تعبيرا وأكثر بلاغة منها خصوصا وأن اللغة العربية من أثرى اللغات وأكثرها تميزا وأبعدها عن القصور . لغة حوت كتاب الله معنى ولفظا بكل ما فيه من دقة وحبكة وبلاغة ولطائف وإعجاز , وإن ضيعها أهلها ضياعا ربما يصب فى خانة اليأس من عودة الحياة إليها , أتراها مناهجنا أم معلمونا أم فضائيات أم تقنيات صرفت الناشئة عن التحصيل؟ ويقينى أن خطورة الإعلام فى لعب دور متميز فى هدم اللغة العربية كبير للغاية , وخاصة الإعلام المرئى , ولست راغبا بالخوض فى التفاصيل , فأهل العلم والمعرفة يعرفون ما أعنى , أما غيرهم فلا داعي للشرح لهم , فلئن شرحنا أو أمسكنا , كان الموقفان سيان .
لقد أسمعت لو ناديت حيا =ولكن لا حياة لمن تنادى
كان لى ابن خال رحمه الله تربويا من الطراز الأول , يعرفه الكثيرون من تلاميذه , كان من انتلجنسيا التربويين , له شخصية مهيبة وقورة محترمة , ولكن ما لا يعرفه عنه تلاميذه أنه كان يعانى من حساسية مفرطة من الأنقدسة ( الحرباء
) , يقشعـر بدنه لمجرد رؤيتها ويصاب برعب وهستيريا والله أعلم بكوابيس خلال النوم , وشاء الله أن أكون عديلا لأستاذى هذا وعرفت عنه هذه المعلومة بعد أن تعاملت معه عن قرب , أما أنا فتصيبنى حقيقة حساسية مفرطة لمجرد رؤية حرباء هذا الزمان , لا أطيق نشرة الأخبار على أية فضائية تنقل أخبارها وتحركاتها النشطة , وبلا إرادة منى أجد نفسى مسرعا لتناول الريموت كنترول لتغيير المحطة وفورا , خصوصا وأنا ممن يأسرهم جمال وسحر المرأة كثيرا , ولكنى لا أجد فى هذه العانس لا جاذبية ولا جمالا ولا شيئا يسترعى الانتباه ويجبرنى على أن أنظر إلى وجهها , أقرب للرجل منها إلى الأنثى , وجزعت وأنا أدير محرك قوقل بأن أجد أحد الفنانين ـ عفا الله عنه وغفر له ـ يُلبس هذه العانس ثوبا سودانيا , فيجعلها تبدو وكأنها سودانية وبقربها وزير خارجية أمريكا السابق أعتقد أن اسمه كولن باول وهو يرتدى العمامة السودانية والجلابية السودانية والعباءة السودانية والملحفة السودانية , كأنهما عروس وعريس , إنها إساءة كبيرة للسودانيين والسودانيات , فالمرأة السودانية والرجل السوداني , حتى وإن كانا أغبشين ومن سواد الناس وعاميتهم , أفضل من الاثنين دونما أدنى شك , فالسودانى أو السودانية إما عربي قح أو زنجي قح لسانه عربي , وأهل كرم وشهامة ونخوة وفضل وعلم لا ينكره أحد , لا يعرفون الخيانة ولا الكذب ولا الحقد ولا مين الخداع , وفوق كل هذا وذاك لهم قيم وتقاليد رفيعة وترابط مجتمعى واجتماعى وأسرى , وأربأ بأي سوداني أن يكون حقلا للمساخر والتبكيت الضار المغرض .
) , يقشعـر بدنه لمجرد رؤيتها ويصاب برعب وهستيريا والله أعلم بكوابيس خلال النوم , وشاء الله أن أكون عديلا لأستاذى هذا وعرفت عنه هذه المعلومة بعد أن تعاملت معه عن قرب , أما أنا فتصيبنى حقيقة حساسية مفرطة لمجرد رؤية حرباء هذا الزمان , لا أطيق نشرة الأخبار على أية فضائية تنقل أخبارها وتحركاتها النشطة , وبلا إرادة منى أجد نفسى مسرعا لتناول الريموت كنترول لتغيير المحطة وفورا , خصوصا وأنا ممن يأسرهم جمال وسحر المرأة كثيرا , ولكنى لا أجد فى هذه العانس لا جاذبية ولا جمالا ولا شيئا يسترعى الانتباه ويجبرنى على أن أنظر إلى وجهها , أقرب للرجل منها إلى الأنثى , وجزعت وأنا أدير محرك قوقل بأن أجد أحد الفنانين ـ عفا الله عنه وغفر له ـ يُلبس هذه العانس ثوبا سودانيا , فيجعلها تبدو وكأنها سودانية وبقربها وزير خارجية أمريكا السابق أعتقد أن اسمه كولن باول وهو يرتدى العمامة السودانية والجلابية السودانية والعباءة السودانية والملحفة السودانية , كأنهما عروس وعريس , إنها إساءة كبيرة للسودانيين والسودانيات , فالمرأة السودانية والرجل السوداني , حتى وإن كانا أغبشين ومن سواد الناس وعاميتهم , أفضل من الاثنين دونما أدنى شك , فالسودانى أو السودانية إما عربي قح أو زنجي قح لسانه عربي , وأهل كرم وشهامة ونخوة وفضل وعلم لا ينكره أحد , لا يعرفون الخيانة ولا الكذب ولا الحقد ولا مين الخداع , وفوق كل هذا وذاك لهم قيم وتقاليد رفيعة وترابط مجتمعى واجتماعى وأسرى , وأربأ بأي سوداني أن يكون حقلا للمساخر والتبكيت الضار المغرض .
لعلى قد استخدمت لفظة انتلجنسيا مجاراة مقصودة للسان العربي الحاضر الذى يتأثر ويعجب ـ وعجبى ـ بكل اللغات الأجنبية من إنجليزية وفرنسية وإيرانية وهندية , ومن عجب عجاب لا يجيد العربية , رغم أنى أعرف أن هذا اللفظ يقابله فى العربية الصفوة والنخبة أو النخبويون ولا أريد أن أقول الصفويون بعد أن ارتبطت هذه الصفة بطائفة فى هذا الزمان يؤخذ عليها من البعض ما يؤخذ من المثالب والنواقص , وحتى لا يرى أحد ننى أكتب فى السياسة , أعدى أعدائى وما أكره بحق وحقيقة .
يبدو أننى قلت خمسين مرة من قبل إننى كلما رأيت كوندليزا رايس بكيت , لأننى أتذكر بها الهياكل العظمية والغش والخداع وثنائية المعايير وأحادية الموقف مع نوعية من البشر وأحادية الموقف ضد العرب والمسلمين بلا منطق ولا معقولية تجد من عاقل قبولا , يلقى القبض على جندى أو جنديين إسرائيليين أو يقتل أمريكى أو بريطانى أو أوروبى فتقوم الدنيا ولا تقعد وتبدأ هذه العانس فى إطلاق التصريحات النارية والتهديدات وتعبر عن استيائها وانزعاجها لما يجرى , بينما يموت فى العراق وفلسطين والصومال يوميا أكثر من نصف ألف طفل وامراة وشيخ ولا أحد يستنهض الهمم لوقف نزيف الدماء , بل وربما ألصقت تهم الإرهاب بالضحايا تبريرا للموت اللعين , ولا حول لنا ولا قوة !