“وكالات- وطن”- أثارت قصة ضبط رجل لزوجته وهي تمارس الجنس مع حمار بالمنوفية، وتشكيكه في نسب ابنته بأنها قد تكون ابنة الحمار، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ظل إحالة الزوجة لمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، فهل على المرأة ذنب، وكيف يتم التعامل مع الحمار من وجهة نظر الشريعة الإسلامية؟
مصير المرأة
من الثوابت تحريم نكاح البهائم في الإسلام، كما قال الشوكاني في نيل الأوطار: “مجمع على تحريم إتيان البهيمة”، وجاء في سنن الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة”، لكن أبي داود أورد في سننه قول ابن عباس “ليس على الذي يأتي البهيمة حد”، وأورد الترمذي أن عباس قال: “أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل”.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية “ذهب جماهير الفقهاء إلى أنه لا حد على من أتى بهيمة لكنه يعزر، لما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه، ومثل هذا لا يقوله إلا عن توقيف، ولأن الطبع السليم يأباه فلم يحتج إلى زجر بحد”، وعند الشافعية قول: إنه يحد حد الزنى وهو رواية عن أحمد، وعند الشافعية قول آخر: بأنه يقتل مطلقا محصنا (متزوج) كان أو غير محصن.
وإذا ثبت أن المرأة مجنونة فإن الحكم يسقط عنها لأنه مرفوع القلم عنها.
مصير الحمار
أما ما يتعلق بمصير الحمار، فقد أوردنا حديث الترمذي بأنه يقتل، لكن ابن فهد الحلي في “المهذّب البارع في شرح المختصر النافع” يفصل بين نوعين من البهائم، فيقول: “إنه اذا وطئ البالغ العاقل بهيمة مأكولة اللحم كالشاة والبقرة، حرم لحمها ولحم نسلها، وتذبح وتحرق ويغرم قيمتها ان لم يكن له”. وفق تقرير اعده موقع “دوت مصر”..
أما إذا كانت من البهائم المركوبة، كالبغل والحمار والدابة، كما في هذه الحالة، أغرم ثمنها إن لم تكن له، وأخرجت إلى غير بلده، أي أن هذا الحمار لا بد أن يخرج من هذه البلد.
وجاء في “الموسوعة الفقهية” الكويتية: أن مذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) أنه لا تقتل البهيمة، وإذا قتلت فإنها يجوز أكلها من غير كراهة إن كانت مما يؤكل عند المالكية والشافعية، ومنع أبو يوسف ومحمد أكلها، وقالا: تذبح وتحرق.. وأجازه أبو حنيفة، وقد صرح الحنفية بكراهة الانتفاع بها حية وميتة.
وذهب الحنابلة إلى أن البهيمة تقتل سواء كانت مملوكة له أو لغيره، وسواء كانت مأكولة أو غير مأكولة (كالحمار)، وهذا قول عند الشافعية، لما روى ابن عباس مرفوعا قال: (من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة). وعند الشافعية قول آخر: إنها تذبح إن كانت مأكولة، وصرحوا بحرمة أكلها إن كانت من جنس ما يؤكل.
مصير الطفلة
علميا لا يصح أن يتناكح جنسين مختلفين فينجبا جنس أحدهما، وإنما يكون مسخ مختلط، إلا أن فقهاء المسلمين في القدم وضعوا افتراضات، غير علمية بالنسبة لعصرنا، كما جاء في الكافي في فقه الإمام أحمد: “ولو وطئ آدمي بهيمة فولدها الآدمي ملك لمالكها وهو مقيس، ولا يحل أكله وإن كانت أمه مأكولة، لأن المتولد بين مأكول وغيره لا يحل أكله”.
وفي حالة الافتراض أنه إذا كان الأب حيوان، فيقول “لو وطئ خروف آدمية فأتت بولد فحكمه أنه ليس ملكا لصاحب الخروف، ثم إن كانت أمه حرة فهو حر تبعا لها، وإن كانت رقيقة فهو ملك لمالكها”، أي أن هذا الطفل يصبح ملك لأباه إن كان آدمي، لكن لا ينسب إليه ولا يرث، وينسب لأمه إن كان أباه من البهائم.